Acute Sinusitis
تعريف
التهاب الجيوب الأنفية الحاد هو التهاب مفاجئ يصيب الغشاء المخاطي المبطن للجيوب الأنفية، وعادة ما يحدث نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية، تتطور بعد إصابة تنفسية عليا
يستمر هذا النوع من الالتهاب لفترة قصيرة (أقل من 4 أسابيع)، ويتميز بحدوث احتقان، ألم في الوجه، إفرازات أنفية، وأحيانًا حمى
أكثر الجيوب عرضة للإصابة هي الجيوب الغربالية والجيوب الفكية
الأسباب
1. العدوى الفيروسية (الأكثر شيوعًا)
تمثل حوالي 90–98٪ من حالات التهاب الجيوب الحاد
تحدث غالبًا بعد نزلة برد (التهاب تنفسي علوي)
فيروس الأنفلونزا، الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، فيروس كورونا التنفسي
2. العدوى البكتيرية
تشكل نسبة صغيرة (2–10٪)، وتحدث كمضاعفة للعدوى الفيروسية
البكتيريا الشائعة
Streptococcus pneumoniae
Haemophilus influenzae
Moraxella catarrhalis
نادرًا: المكورات العنقودية الذهبية أو أنواع من البكتيريا اللاهوائية
3. العوامل المؤهبة
الحساسية الأنفية المزمنة
انحراف الحاجز الأنفي
التهاب الأنف التحسسي
وجود لحميات أنفية
السباحة المتكررة أو الغوص
التدخين أو التعرض للهواء الملوث
ضعف جهاز المناعة
استخدام بخاخات الأنف المضادة للاحتقان لفترات طويلة
الآلية المرضية
تؤدي العدوى أو التحسس إلى تورم الغشاء المخاطي للأنف والجيوب الأنفية، ما يعيق تصريف الإفرازات الطبيعية. يتجمع المخاط في الجيوب، مما يشكل بيئة ملائمة لتكاثر الفيروسات أو البكتيريا، وبالتالي يتفاقم الالتهاب. الضغط المتزايد داخل الجيوب يسبب الألم والاحتقان
الأعراض
احتقان أو انسداد الأنف
إفرازات أنفية سميكة (صفراء أو خضراء)
ألم أو ضغط في الوجه: خاصة حول العينين، الجبهة، الخدين، أو الأنف
فقدان أو ضعف حاسة الشم
الصداع: غالبًا يزداد عند الانحناء للأمام
حمى خفيفة (في الحالات الفيروسية)، وقد تكون مرتفعة في البكتيرية
ألم في الأسنان العلوية
سعال (خاصة ليلاً) نتيجة ارتجاع المخاط للحلق
احتقان أو امتلاء في الأذنين
الأعراض التي ترجّح العدوى البكتيرية
أعراض تستمر لأكثر من 10 أيام دون تحسن
أعراض تتحسن ثم تسوء فجأة (double-sickening)
حمى ≥ 39°C مع إفرازات أنفية كثيفة وألم وجهي شديد لمدة 3 أيام متواصلة
إفرازات أنفية قيحية من جهة واحدة
تورم واحمرار حول العين
الفحص السريري
فحص الأنف يُظهر احتقانًا في الأغشية المخاطية، وإفرازات سميكة
فحص الوجه يظهر ألمًا بالضغط على الجيوب المصابة (خاصة الجبهة والخدين)
في حالات معينة يتم فحص البلعوم والأذن الوسطى
لا حاجة للتصوير في معظم الحالات البسيطة
التشخيص
تشخيص سريري في الغالب اعتمادًا على الأعراض والفحص البدني
لا يُنصح بالتصوير إلا إذا
استمرت الأعراض >10 أيام دون تحسن
تكرار الالتهابات
شك في وجود مضاعفات
المرضى المثبطي المناعة
وسائل التشخيص الممكنة
التصوير المقطعي (CT) للجيوب الأنفية: أدق وسيلة عند الحاجة
الأشعة السينية: أقل دقة، لكنها تُستخدم أحيانًا لتقدير وجود احتقان أو انصباب
تنظير الأنف (Nasal Endoscopy): للكشف عن الأورام، اللحميات، أو مظهر الجيوب الداخلية
المضاعفات (نادرة ولكن خطيرة)
التهاب الجيوب المزمن
امتداد العدوى إلى الأنسجة حول العين (Orbital Cellulitis)
خراج خلف العين أو في الجبهة
التهاب السحايا أو الدماغ
خراج في الدماغ (Intracranial abscess)
فقدان دائم في حاسة الشم
العلاج
أولًا: الحالات الفيروسية (الأغلب)
المسكنات: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحمى
السوائل الدافئة والراحة
غسول الأنف بالمحلول الملحي: للمساعدة في تنظيف الإفرازات
مزيلات الاحتقان الموضعية (لمدة قصيرة فقط): مثل أوكسيميتازولين (لا تتجاوز 3 أيام لتجنب "الارتداد")
بخاخات كورتيزون أنفي: مثل فلوتيكازون لتقليل التورم في الحالات التحسسية
ثانيًا: الحالات البكتيرية المؤكدة أو المحتملة
1. المضادات الحيوية
الخط الأول
أموكسيسيلين/كلافولانات (Augmentin) – 500/125 أو 875/125 ملغ مرتين يوميًا لمدة 5–10 أيام
في حال وجود حساسية للبنسلين
دوكسيسيكلين، أو أزيثروميسين، أو ليفوفلوكساسين
مدة العلاج
5–7 أيام عند البالغين، وقد تصل إلى 10 أيام عند الأطفال
2. بخاخات الأنف الستيرويدية
لتقليل الالتهاب وتحسين التصريف
3. أدوية مضادة للهستامين
فقط في حال وجود مكون تحسسي
4. الجراحة (نادرًا)
تُستخدم فقط في الحالات المتكررة أو وجود مضاعفات أو فشل العلاج الطبي
الوقاية
غسل اليدين بشكل متكرر لتقليل خطر العدوى التنفسية
تجنب التعرض للهواء الجاف باستخدام مرطبات الجو
علاج الحساسية الأنفية المزمنة
تجنب التدخين أو استنشاق المهيجات الهوائية
الامتناع عن السباحة في مياه ملوثة أو الغوص المتكرر بدون حماية
الحصول على تطعيم الإنفلونزا السنوي
الامتناع عن الاستخدام المفرط لمزيلات الاحتقان الأنفية الموضعية
الفرق بين التهاب الجيوب الحاد والمزمن
الحاد
مدته أقل من 4 أسابيع، غالبًا بعد عدوى تنفسية
يشفى بالعلاج الداعم أو المضاد الحيوي
المزمن
يستمر أكثر من 12 أسبوعًا، وقد يصاحب بمشاكل بنيوية مثل اللحميات
علاجه أكثر تعقيدًا، ويشمل الجراحة أحيانًا
الحالات الخاصة
عند الأطفال
الأعراض قد تشمل سيلان أنف طويل الأمد، سعال ليلي مزمن، أو تهيج دون ألم وجهي واضح
المضادات الحيوية أكثر شيوعًا في وصفها مقارنة بالبالغين
عند مرضى الحساسية
تكرار التهاب الجيوب أكثر شيوعًا بسبب الاحتقان المزمن وانسداد فتحات الجيوب
ينصح باستخدام بخاخات الستيرويد والابتعاد عن المهيجات
عند مرضى ضعف المناعة
خطر المضاعفات أعلى
تشخيص دقيق ضروري لتفادي العدوى الغازية مثل الفطريات أو الانتشار الدماغي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق