ما هي الحساسية؟
الحساسية هي رد فعل مبالغ فيه من جهاز المناعة تجاه شيء عادةً غير مؤذٍ (مثل غبار الطلع، عثّ الغبار، وبر الحيوانات، بعض الأطعمة). عند الشخص المُتحسّس، يتعرّف الجسم على هذا الشيء كعدو، فيُنتِج أجسامًا مضادّة من نوع IgE ترتبط بخلايا تُسمّى الخلايا البدينة. عند التعرّض مرّة أخرى للمثير، تُفرِغ هذه الخلايا الهستامين ومواد أخرى ← عطاس، حكة، سيلان أنف/عينين، صفير بالصدر عند البعض… إلخ.
الفكرة: مناعة + ذاكرة. ما دام المثير موجودًا، الأعراض ترجع.
كيف يفرّق الطبيب بين الحساسية والزكام أو “تهيّج مؤقّت”؟
1) من القصة والأعراض
-
الحساسية:
-
حكة واضحة بالأنف/العينين/الحنك، نوبات عطاس متتالية، سيلان مائي شفاف.
-
لا يوجد حرارة عادةً ولا آلام جسمية.
-
تبدأ سريعًا بعد التعرّض (قطّة، عطر، موسم ربيع…) وتستمر ما دام التعرض.
-
قد تتكرر موسميًا أو في أماكن معيّنة (غرفة مليئة غبار/سجاد).
-
تاريخ شخصي أو عائلي لـ الربو/الإكزيما/الحساسية.
-
-
الزكام (عدوى فيروسية):
-
إرهاق، حرارة خفيفة أحيانًا، آلام حلق/جسم، أحيانًا سعال.
-
إفرازات الأنف قد تصبح سميكة ومُصفرّة بعد يومين–3.
-
مدته غالبًا 7–10 أيام ثم يزول حتى دون علاج خاص.
-
معدٍ وغالبًا يأتي بعد اختلاط مع مصاب.
-
-
تهيّج غير تحسّسي (مثلاً عطر قوي/دخان/برد):
-
سيلان/انسداد أنف بدون حكة أو عطاس شديدين.
-
يبدأ مع التعرّض ويهدأ خلال ساعات بعد زواله.
-
لا يوجد “ذاكرة مناعية” طويلة؛ نفس المثير قد لا يسبب نفس الشدة دائمًا.
-
2) الفحص السريري
-
تفحّص الأنف (تورّم القرينات، مخاط مائي)، العينين (احمرار/دموع/انتفاخ الجفون).
-
استبعاد علامات عدوى (حرارة، ألم شديد بالحلق، عقد لمفاوية مؤلمة…).
3) الفحوصات (عند الحاجة)
-
اختبار وخز الجلد: نقاط صغيرة من مسببات شائعة على الجلد؛ ظهور انتفاخ/احمرار يعني تحسس.
-
تحليل IgE النوعي في الدم لنفس المثيرات.
-
أحيانًا اختبار تجريبي للعلاج: تحسّن ملحوظ مع مضاد هيستامين أو بخاخ ستيرويدي أنفي يرجّح الحساسية.
-
في الأنف: قياس التهابات/خلايا حمضية (نادرًا ويكون لدى اختصاصي).
4) مدّة وشكل الأعراض
-
الحساسية: قد تكون موسمية (الربيع/الخريف) أو دائمة (عثّ الغبار/قطط). تستمر طالما المثير موجود.
-
الزكام: يبدأ تدريجيًا بعد العدوى ويزول خلال أسبوع تقريبًا.
-
التهيّج المؤقت: ساعات إلى يوم، ويزول باختفاء السبب.
طيب… ماذا أفعل لو كانت حساسية؟
-
تجنّب المثيرات قدر الإمكان (أغطية مراتب مضادة لعثّ الغبار، تهوية، غسيل مفارش ساخنًا، تقليل السجاد، إغلاق النوافذ بأيام الغبار/الطلع، الاستحمام قبل النوم عند الرجوع من الخارج).
-
مضادات الهيستامين غير المُنَوِّمة (جيل ثانٍ) عند اللزوم.
-
بخّاخات الستيرويد الأنفية فعّالة لاحتقان/سيلان الأنف المزمن.
-
غسول/محلول ملحي للأنف ينظّف المُثيرات ويخفف الاحتقان.
-
للحالات المثبتة والمزعجة: العلاج المناعي (حقن/أقراص تحت اللسان) يقلّل التحسس على المدى الطويل.
-
تجنّب مزيلات الاحتقان الفموية لفترات طويلة، وبخاخات الاحتقان الأنفية لا تستخدم أكثر من 3–5 أيام حتى لا تسبّب “احتقان ارتدادي”.
متى أراجع الطبيب؟
-
استمرار الأعراض أكثر من 4 أسابيع أو تأثيرها على النوم/الدراسة/العمل.
-
أعراض ربو (صفير/ضيق نفس/كحة ليلية).
-
حرارة عالية، ألم شديد بالوجه/الأذن، إفرازات سميكة مستمرة (اشتباه التهاب جرثومي).
-
التباس في التشخيص أو رغبة في اختبار حساسية دقيق أو علاج مناعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق