الاسم الآخر: التهاب المثانة الخلالي
(Interstitial Cystitis – IC)
ما هي؟
هي حالة مزمنة تُسبّب ألمًا أو انزعاجًا في المثانة أو الحوض السفلي مع حاجة متكررة وملحّة للتبوّل، دون وجود عدوى بولية نشطة أو سبب واضح آخر.
تُصنَّف كأحد اضطرابات الألم المزمن في الحوض، وغالبًا ما تؤثر على جودة الحياة والنوم والمزاج.
من يُصاب بها؟
-
أكثر شيوعًا عند النساء (خاصة بين 30–50 سنة)، لكن يمكن أن تصيب الرجال أيضًا.
-
قد تكون مرتبطة بأمراض مزمنة أخرى مثل:
-
متلازمة القولون العصبي (IBS)
-
الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia)
-
الصداع المزمن أو القلق والاكتئاب
-
الأسباب والآلية المحتملة
السبب الدقيق غير معروف، لكن النظريات تشمل:
-
خلل في بطانة المثانة (Glycosaminoglycan layer):مما يسمح بتسرّب البول إلى الطبقات العميقة وتحفيز الأعصاب والالتهاب.
-
فرط حساسية الأعصاب الحوضية:يؤدي إلى تضخيم الإحساس بالألم أو الامتلاء البولي.
-
تفاعل مناعي ذاتي أو التهابي مزمن.
-
عوامل مهيّجة:مثل التهابات بولية سابقة، جراحات حوضية، أو توتر نفسي مزمن.
الأعراض والعلامات
تختلف شدّة الأعراض من شخص لآخر، وتشمل:
-
ألم أو ضغط في المثانة أو أسفل البطن أو الحوض.
-
حرقان أو انزعاج أثناء امتلاء المثانة يتحسن بعد التبوّل.
-
تكرار التبوّل (قد تصل إلى أكثر من 10–20 مرة في اليوم).
-
إلحاح بولي دائم دون وجود التهاب أو بكتيريا.
-
عند النساء: يزداد الألم أثناء الدورة الشهرية أو بعد الجماع.
-
عند الرجال: ألم في أسفل البطن أو القضيب أو الخصيتين يشبه التهاب البروستاتا المزمن.
الأعراض قد تأتي على شكل نوبات (flare-ups) تزداد مع الإجهاد، بعض الأطعمة، أو الجماع.
التشخيص
يعتمد على استبعاد الأسباب الأخرى، ويشمل:
-
تحليل البول وزراعة البول:لاستبعاد العدوى أو الدم.
-
فحص الحوض أو البروستاتا:لتقييم الألم أو الالتهاب.
-
تنظير المثانة (Cystoscopy):قد يُظهر:
-
مناطق نزف دقيقة في بطانة المثانة (glomerulations).
-
قرحة "هونر" (Hunner’s ulcer) في بعض الحالات.
-
-
قياس سعة المثانة أثناء التخدير:لمعرفة حجم المثانة وقدرتها على التمدد.
لا يوجد اختبار واحد محدد، لذا يعتمد التشخيص على الأعراض واستبعاد الأسباب الأخرى.
العلاج
العلاج فردي ومتدرّج حسب شدّة الأعراض، ويهدف إلى تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة:
1. تغييرات نمط الحياة
-
تجنّب الأطعمة المهيّجة للمثانة مثل:
-
القهوة، الشاي، الصودا، الكحول، الأطعمة الحارة، الحمضيات، الشوكولاتة، والمحليات الصناعية.
-
-
الإكثار من الماء لتخفيف تركيز البول.
-
تنظيم فترات التبوّل وتجنّب الحبس الطويل.
-
تقنيات الاسترخاء وتمارين التنفس لتقليل التوتر.
-
العلاج الطبيعي لقاع الحوض إذا وُجد شدّ عضلي أو ألم حوضي.
2. العلاج الدوائي
أ. فموي:
-
Pentosan polysulfate sodium (إلميرون)
-
100 ملغ ثلاث مرات يوميًا.
-
يُصلح طبقة الحماية في بطانة المثانة (قد يحتاج 3–6 أشهر ليظهر تأثيره).
-
-
أميتريبتيلين (10–25 ملغ ليلاً)
-
يقلل الألم والإلحاح بآلية عصبية ومهدئة.
-
-
هيدروكسيزين (10–50 ملغ ليلاً)
-
مفيد في الحالات التي تترافق بحساسية أو تهيّج مزمن.
-
-
مسكنات الألم (مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول عند الحاجة).
يجب استخدام هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب المختص بالمسالك البولية.
ب. داخل المثانة (عبر القسطرة):
-
ليدوكائين + هيبارين + صودا بيكربونات (Cocktail therapy).
-
دي ميثيل سلفوكسيد (DMSO) لتقليل الالتهاب والألم.
-
تعطى أسبوعيًا لعدة جلسات حسب الاستجابة.
3. العلاج بالإجراءات
-
تمدد المثانة بالماء (Hydrodistention): أثناء التنظير قد يخفف الألم مؤقتًا.
-
كيّ أو استئصال قرحات هونر (Hunner’s ulcers) إن وُجدت.
-
تحفيز الأعصاب الكهربائي (TENS أو Sacral nerve stimulation) في الحالات المقاومة.
4. العلاج النفسي والدعم
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتقليل التوتر والقلق.
-
مجموعات دعم المرضى مفيدة جدًا للتعامل مع الألم المزمن.
التوقعات (Prognosis)
-
مرض مزمن متقلّب، لكن كثير من المرضى يتحسّنون بالعلاج المتدرّج.
-
الهدف هو السيطرة على الأعراض وليس الشفاء التام.
-
قد تختفي الأعراض لأسابيع أو أشهر ثم تعود بشكل خفيف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق