Acute Nausea and Vomiting
تعريف الحالة
الغثيان والقيء الحادان هما أعراض تظهر فجأة خلال فترة قصيرة (عادةً أقل من 48 ساعة)، وتنتج عن اضطرابات متعددة في الجهاز الهضمي، الجهاز العصبي المركزي، أو كمضاعفات لأدوية أو حالات صحية طارئة
الغثيان هو الشعور بالرغبة في التقيؤ، بينما القيء هو الطرد القسري لمحتويات المعدة عن طريق الفم
هذان العرضان ليسا مرضين بحد ذاتهما بل يشيران إلى وجود خلل يحتاج إلى تقييم سريري دقيق
الأسباب الشائعة للغثيان والقيء الحاد
أولًا: الأسباب المعدية
1. التهاب المعدة والأمعاء الحاد (Gastroenteritis)
السبب الأكثر شيوعًا في جميع الأعمار
فيروسي (مثل النوروفيروس، الروتا فيروس)، أو بكتيري (مثل السالمونيلا أو الشيغيلا)، أو طفيلي (مثل الجيارديا)
يترافق مع إسهال، حمى، مغص بطني
2. التسمم الغذائي
يحدث بعد تناول طعام ملوث بالسموم البكتيرية
ظهور مفاجئ بعد ساعات من تناول الطعام
لا يصاحبه عادة إسهال حاد
ثانيًا: الأسباب المرتبطة بالجهاز العصبي المركزي
1. الصداع النصفي (Migraine)
يصاحبه غثيان وقيء، خاصة عند الأطفال
عادةً مع صداع نابض، حساسية للضوء والصوت
2. زيادة الضغط داخل الجمجمة
مثل أورام الدماغ، النزف الدماغي، أو التهاب السحايا
يرافقها قيء مفاجئ، صداع صباحي، اضطراب في الوعي، أو علامات عصبية
3. الدوار المحيطي (مثل التهاب التيه أو الدهليز)
يسبب غثيانًا وقيئًا مرتبطًا بالدوار أو الإحساس بالدوران
ثالثًا: الأسباب الدوائية والسمية
1. الأدوية
مثل المسكنات الأفيونية، بعض المضادات الحيوية، أدوية العلاج الكيميائي، الديجوكسين، أو الحديد
2. التسمم الكحولي أو بالمواد الكيميائية
يسبب غثيانًا وقيئًا حادًا وقد يصاحبه اضطراب في الوعي
رابعًا: الأسباب الهضمية الأخرى
1. انسداد الأمعاء
يسبب قيئًا متكررًا لا يخف مع الوقت، غالبًا مصحوب بانتفاخ البطن وغياب الغازات أو البراز
2. التهاب الزائدة الدودية أو البنكرياس
يسبب غثيانًا وقيئًا مع ألم موضعي شديد
3. الارتجاع المعدي المريئي الحاد أو قرحة هضمية
قد تترافق مع حرقة، طعم مر في الفم، وألم بطني
خامسًا: أسباب أخرى خاصة
1. الحمل (الثلث الأول)
غثيان صباحي، خاصة بين الأسبوع 5–12 من الحمل
2. دوار الحركة (Motion Sickness)
بسبب التنقل أو ركوب وسائل المواصلات، ويشمل غثيانًا ودوخة وتعرقًا
3. الإجهاد أو القلق الحاد
يمكن أن يسبب أعراضًا نفسجسمية مثل الغثيان المؤقت
الأعراض المرافقة التي تساعد على التشخيص
حمى: تشير إلى سبب معدي أو التهابي
ألم في البطن: يوجه إلى مصدر هضمي كالتهاب الزائدة أو التسمم
دوخة أو اضطراب في الوعي: يشير إلى أسباب مركزية أو فقد سوائل
إسهال: يعزز احتمالية الإصابة بالتهاب معدي
قيء دموي (Hematemesis): يشير إلى نزف في الجهاز الهضمي العلوي
لون القيء
أخضر: يدل على وجود عصارة صفراوية، خاصة في الانسداد المعوي
أسود: يشير إلى نزيف قديم
طعام غير مهضوم: يشير إلى تأخر في إفراغ المعدة
العلامات التحذيرية (Red Flags)
فقدان شديد للسوائل (جفاف)
قيء مستمر لأكثر من 24 ساعة عند الأطفال أو 48 ساعة عند البالغين
علامات على ارتفاع الضغط داخل الجمجمة (صداع شديد، تشوش، قيء انفجاري)
وجود دم في القيء
آلام بطن شديدة ومستمرة
ارتفاع حرارة الجسم بشكل كبير
عدم التبول لفترة طويلة
فقدان الوزن غير المبرر
المضاعفات المحتملة
الجفاف
شائع جدًا، خاصة عند الأطفال وكبار السن
أعراضه: عطش شديد، جفاف الفم، دوخة، انخفاض ضغط الدم، قلة التبول
اضطرابات الكهارل
نقص البوتاسيوم، الصوديوم، أو الكلوريد
قد يؤدي إلى اضطرابات في ضربات القلب أو ضعف عضلي
التمزق المريئي (متلازمة مالوري-فايس)
بسبب القيء العنيف المتكرر، يؤدي إلى نزيف
الاختناق أو دخول القيء إلى الرئتين
خاصة عند الأطفال أو فاقدي الوعي
الفحوصات اللازمة (حسب الحالة)
تحاليل دم: CBC، إلكتروليتات، وظائف كلى وكبد
تحليل بول: للبحث عن العدوى أو الجفاف
تصوير بالبطن (X-ray أو CT): إذا اشتبه الطبيب في انسداد أو التهاب حاد
اختبار الحمل للنساء في سن الإنجاب
تحليل البراز: في حالة وجود إسهال مستمر
العلاج
أولًا: العلاج الداعم
1. تعويض السوائل
بالفم إذا كان ممكنًا (محاليل إماهة فموية)
وريدية إذا كان هناك جفاف شديد أو عدم القدرة على الشرب
2. تعديل النظام الغذائي
الصيام المؤقت عند استمرار القيء
العودة التدريجية إلى الطعام بدءًا من السوائل الشفافة ثم الأطعمة الخفيفة
ثانيًا: الأدوية
1. مضادات القيء
أوندانسيترون (Ondansetron): يستخدم لعلاج القيء الناتج عن العدوى، العلاج الكيميائي، أو الحمل
ميتوكلوبراميد (Metoclopramide): لتحفيز حركة المعدة
بروميثازين أو بروكلوربيرازين: في حالات الصداع النصفي أو دوار الحركة
2. مضادات حيوية
في حال وجود سبب بكتيري واضح (مثل التهاب الجهاز البولي أو الجهاز الهضمي)
3. أدوية مضادة للحموضة أو البروتون (مثل أوميبرازول)
في حال وجود قرحة أو ارتجاع معدي مريئي
4. علاج السبب الرئيسي إن وُجد
الوقاية
غسل اليدين لتقليل الإصابة بالفيروسات المسببة لالتهاب المعدة
تجنب الأطعمة والمشروبات الملوثة أو المكشوفة
أخذ لقاحات الروتا فيروس والأنفلونزا
إدارة تناول الأدوية التي قد تسبب القيء
تجنب الأكل مباشرة قبل السفر لتقليل دوار الحركة
تجنب المأكولات الدهنية أو الحارة عند الميل للغثيان
الحالات الخاصة
عند الأطفال
يزداد خطر الجفاف بسبب انخفاض الاحتياطي المائي
يحتاج إلى مراقبة دقيقة للبول، البكاء دون دموع، أو النعاس غير المعتاد
عند الحوامل
الغثيان شائع جدًا في الثلث الأول من الحمل
يُعالج بمضادات القيء الآمنة مثل أوندانسيترون أو فيتامين B6 مع دوكسيلامين
عند كبار السن
قابلية أعلى للجفاف ومضاعفاته
أسباب دوائية أو مركزية تكون أكثر شيوعًا من الأسباب المعدية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق