شاركونا تجاربكم وآرائكم وأسئلتكم في التعليقات ~ لدعمنا شاركوا رابط المدونة على مواقع التواصل الإجتماعي

هل يمكن أن يسبب دواء الأسبرين فقدانًا مفاجئًا للسمع؟ وما الآلية؟



نعم، يمكن أن يسبب الأسبرين (Aspirin) فقدانًا مفاجئًا في السمع في بعض الحالات، لكن هذه الظاهرة نادرة وتكون غالبًا مؤقتة ومترابطة بالجرعة. الحالة تُعرف طبيًا باسم السمّية السمعية (Ototoxicity)، وهي أحد التأثيرات الجانبية المعروفة لبعض الأدوية، ومنها الساليسيلات مثل الأسبرين، خاصة عند تناول جرعات عالية



تظهر السمية السمعية على شكل


فقدان سمعي حسي عصبي مفاجئ ومؤقت


طنين في الأذنين (Tinnitus)، وهو أكثر عرضًا شيوعًا من فقدان السمع نفسه


في حالات نادرة جدًا، يمكن أن يُسبب فقدانًا دائمًا إذا ترافق مع عوامل خطر أخرى (مثل التعرض المستمر للضوضاء أو أمراض أذن سابقة)



أولاً: الحالات التي يزيد فيها خطر فقدان السمع المرتبط بالأسبرين

الجرعات العالية جدًا

تحدث التأثيرات السمعية عادة عند جرعات تتجاوز 1.5 إلى 4 غرام يوميًا

يُستخدم أحيانًا الأسبرين بجرعات عالية لعلاج الروماتويد أو الحمى الروماتيزمية، وهي الجرعات الأكثر ارتباطًا بفقدان السمع المؤقت


الجرعات القليلة المستخدمة يوميًا للوقاية من أمراض القلب (75–325 ملغ) لا تسبب عادةً هذه الأعراض


الاستخدام المزمن

الاستخدام اليومي لفترات طويلة قد يؤدي إلى تراكم الساليسيلات في الجسم وتثبيط الوظيفة السمعية


العمر المتقدم

كبار السن أكثر حساسية للسمّية السمعية بسبب انخفاض وظيفة التصفية الكلوية وشيخوخة الجهاز السمعي


القصور الكلوي أو الكبدي

قد تؤدي هذه الحالات إلى تراكم الساليسيلات في البلازما، وبالتالي زيادة خطر التأثيرات العصبية والسمعية


استخدام أدوية أخرى سامة للأذن

مثل الفوروسيميد، الجنتاميسين، السيسبلاتين: قد يؤدي الاستخدام المشترك إلى تأثير تراكمي




ثانيًا: الآلية الفيزيولوجية لفقدان السمع الناجم عن الأسبرين

الأسبرين (حمض الأسيتيل ساليسيليك) يعمل عن طريق تثبيط إنزيم السيكلوأوكسيجيناز (COX-1 وCOX-2) مما يمنع تكوين البروستاغلاندينات، وهي جزيئات تلعب دورًا في الالتهاب، الألم، والحمى


لكن عند الجرعات العالية، يتسبب الأسبرين في آثار سامة على خلايا الأذن الداخلية، وتحدث الآلية على مرحلتين


1. السمّية السمعية المباشرة على القوقعة (Cochlea):

تؤثر الساليسيلات على الخلايا الشعرية الخارجية (Outer Hair Cells – OHCs) في الأذن الداخلية، وهي المسؤولة عن تضخيم الذبذبات الصوتية


يؤدي ذلك إلى انخفاض في قدرة هذه الخلايا على الاستجابة للاهتزازات الدقيقة، مما ينتج عنه

ضعف في عتبة السمع (Threshold shift)

تشويه في الإشارات السمعية

ظهور طنين مستمر



2. تأثيرات مركزية (على الجهاز العصبي المركزي)

توجد بعض الدراسات التي تشير إلى أن الأسبرين قد يغير النقل العصبي في النوى السمعية المركزية عبر التأثير على مستقبلات GABA والجلوتامات، مما قد يسهم في ظهور الطنين أو تغير إدراك الصوت




ثالثًا: خصائص فقدان السمع المرتبط بالأسبرين

النوع: فقدان سمعي حسي عصبي ثنائي الجهة (Bilateral Sensorineural Hearing Loss)


الزمن: يظهر عادة بعد يوم إلى يومين من بدء الجرعات العالية

الطابع: تدريجي أو مفاجئ، لكنه غالبًا قابل للعكس خلال 24–72 ساعة بعد إيقاف الدواء

الارتباط بالطنين: يحدث طنين في أكثر من 80% من الحالات قبل أو مع فقدان السمع




رابعًا: التمييز السريري بين السمية المؤقتة والدائمة

التمييز السريري بين السمّية السمعية المؤقتة الناتجة عن استخدام الأسبرين والسمّية السمعية الدائمة يعتمد على عدة عوامل سريرية يمكن للطبيب ملاحظتها من خلال تقييم الأعراض، الجرعة، التوقيت، والاستجابة للتدخل. إليك شرحًا تفصيليًا لهذه الفروقات


عند الإصابة بسمّية مؤقتة ناتجة عن الأسبرين، يكون فقدان السمع غالبًا مرتبطًا بتناول جرعات مرتفعة ولمدة قصيرة، وغالبًا ما يكون ثنائي الجانب ومصحوبًا بـ طنين في الأذنين

 يظهر التأثير خلال أيام قليلة من بدء العلاج، وتبدأ الأعراض بالتحسن خلال 24 إلى 72 ساعة من إيقاف الأسبرين أو تقليل الجرعة

 لا يكون هناك ضرر دائم في الخلايا الشعرية للقوقعة، بل تتأثر وظيفتها بشكل عابر نتيجة تراكم الساليسيلات


أما في حالة السمّية السمعية الدائمة، فعادة ما يكون السبب إما استخدامًا طويل الأمد لجرعات مرتفعة، أو مشاركة الأسبرين مع أدوية سامة للأذن مثل الأمينوغليكوزيدات أو أدوية السرطان (مثل السيسبلاتين)

 في هذه الحالة، لا تعود القدرة السمعية إلى وضعها الطبيعي بعد التوقف عن الدواء، وقد يُلاحظ تدهور تدريجي في السمع، خاصة في الترددات العالية

 لا يكون الطنين دائمًا عرضًا بارزًا كما هو في الحالة المؤقتة، وقد يكون فقدان السمع غير ملاحظ في البداية لكنه يتفاقم بمرور الوقت. وغالبًا ما يكون الضرر ناتجًا عن تلف غير قابل للانعكاس في الخلايا الشعرية أو الأعصاب السمعية


الفحص السريري في حالات السمية المؤقتة يُظهر تحسنًا ملحوظًا في اختبارات السمع بعد التوقف عن الدواء، بينما لا يطرأ تحسن في الحالات الدائمة. أيضًا، يكون التاريخ الدوائي والتعرض المتزامن لعوامل خطرة مثل الضوضاء العالية أو قصور كلوي مهمًا في توجيه التشخيص



الطبيب يعتمد في التفريق بين الحالتين على

– توقيت ظهور الأعراض بالنسبة لبدء تناول الأسبرين

– الجرعة المستعملة

– وجود أدوية أخرى ذات سمية سمعية

– نتائج اختبارات السمع (audiometry) قبل وبعد الإيقاف

– تحسن أو عدم تحسن الأعراض بعد التوقف


الاستجابة للتوقف عن الدواء هي العامل الفاصل الأساسي: فإذا تحسن السمع خلال 3 أيام تقريبًا، فذلك يُشير إلى حالة مؤقتة

 أما إذا استمر فقدان السمع دون تحسن لأكثر من أسبوعين، يُعد ذلك مؤشرًا على حدوث ضرر دائم ويحتاج إلى تقييم سمعي شامل وتدخّل متخصص



خامسًا: التشخيص والتقييم

التاريخ الدوائي: السؤال عن جرعة الأسبرين المستخدمة، مدة الاستخدام، وأي أدوية مصاحبة


الفحص السمعي (Audiometry): يُظهر ضعفًا مؤقتًا في الترددات العالية عادة


اختبار Otoacoustic Emissions (OAE): يُستخدم لتقييم وظائف الخلايا الشعرية الخارجية


اختبارات التوازن إذا وُجدت أعراض دهليزية: نادرًا ما يؤثر الأسبرين على التوازن




سادسًا: العلاج والاستجابة

التوقف عن الأسبرين أو خفض الجرعة هو الخطوة الأساسية

الأعراض تختفي عادة خلال 24 إلى 72 ساعة

لا حاجة عادةً لاستخدام كورتيكوستيرويدات، لأن السبب دوائي واضح ومؤقت

في حال عدم التحسن أو وجود عوامل أخرى، يُنصح بإجراء تقييم أذن شامل لاستبعاد أسباب أخرى




سابعًا: التوصيات الوقائية

عدم تجاوز الجرعة الموصى بها للأسبرين دون إشراف طبي


استخدام بدائل مثل الباراسيتامول لتسكين الألم في المرضى المعرضين لمخاطر سمعية


الحذر عند الاستخدام المشترك مع أدوية أخرى سامة للأذن


مراقبة السمع في المرضى الذين يحتاجون جرعات عالية من الساليسيلات لفترة طويلة (مثل الروماتويد)




ثامنًا: الأدوية الأخرى المعروفة بسميتها السمعية

أمينوغليكوزيدات (مثل الجنتاميسين، الستربتوميسين)

المدرات القوية مثل فوروسيميد

أدوية كيماوية مثل السيسبلاتين

كينيين ومشتقاته

مضادات الملاريا

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) بجرعات عالية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقسام المدونة

ms pharma أدوية الحكمة الأردنية السويدية الأردنية للصناعات الدوائية التقدم للصناعات الدوائية الجديد للصناعات الدوائية الحياة للصناعات الدوائية الدمج الحيوي للمستلزمات الطبية الدولية للدواء الرام الدوائية الشرق الأوسط للصناعات الدوائية الشركة الاردنية للصناعات الدوائية الشركة الثلاثية للصناعات الدوائية الشركة العربية للصناعات الدوائية الشركة العربية للمستحضرات الطبية والزراعية الكندي المتحدة للدواء المتطورة للصناعات الدوائية المركز العربي للصناعات الدوائية بيلا للصناعات الدوائية تبوك للصناعات الدوائية دار الدواء سنا فارما شركة ألفه للأدوية شركة جرش للصناعات الدوائية شركة عمان للصناعات الدوائية شركة مستودع الأدوية الأردني شركة مستودع الادوية العربي فيلادلفيا لصناعة الأدوية مستودع أدوية أبو شريف مستودع أدوية أبوشيخة مستودع أدوية أداتكو مستودع أدوية ابن رشد مستودع أدوية البتراء مستودع أدوية الجودة مستودع أدوية الشرق شخشير مستودع أدوية الغروب مستودع أدوية الغصون مستودع أدوية المنار مستودع أدوية النور مستودع أدوية الهلال مستودع أدوية حسام النمر مستودع أدوية خطوط ألادوية مستودع أدوية سليمان طنوس مستودع أدوية نيروخ مستودع أدويـة الكردي مستودع ادوية أدونيس مستودع ادوية ارض الدواء مستودع ادوية الخنساء مستودع ادوية الرحمة مستودع ادوية السختيان مستودع ادوية الصباغ مستودع ادوية النابلسي مستودع ادوية تلغراف مستودع ادوية شاوي و رشيدات و مسنات مستودع الأدوية الأردني مستودع الأدوية المهني مستودع الادوية الاقليمي مستودع خوري ميد سيتي فارما نهر الأردن للصناعات الدوائية