نعم، يمكن إعطاء ألفوزوسين (Alfuzosin) للنساء في حالات محددة لعلاج احتباس البول أو عسر التبول الوظيفي غير الناجم عن انسداد عضوي، لكن ذلك يتم بحذر شديد، وخارج نطاق الاستخدام الرسمي
(off-label)، إذ إن الألفوزوسين لم يُعتمد رسميًا لعلاج احتباس البول لدى النساء
ومع ذلك، أشارت بعض الدراسات إلى فائدته في حالات معينة لدى النساء، مثل فرط نشاط العضلة العاصرة للإحليل الداخلي أو ما يُعرف بـ الخلل الوظيفي للعضلة العاصرة الخارجية
أما بالنسبة للفروقات بين ألفوزوسين وتامسولوسين (Tamsulosin)، فكلاهما ينتمي إلى نفس الفئة الدوائية (محصرات ألفا1 الأدرينالية)، لكن هناك فروقات في التركيب، والانتقائية المستقبلية، والتأثيرات الجانبية، واستخداماتهما في الذكور والإناث، كما سيتم توضيحه بالتفصيل
أولاً: استخدام ألفوزوسين لدى النساء
الاستخدام خارج التوصيات الرسمية (off-label):
لم تتم الموافقة على ألفوزوسين من قبل FDA أو EMA لعلاج احتباس البول عند النساء
لكن بعض الدراسات السريرية الصغيرة وأوراق الحالة أشارت إلى فائدته في
احتباس البول غير الانسدادي (Functional bladder outlet obstruction)
فرط نشاط العاصرة الإحليلية الخارجية (Dysfunctional voiding)
فرط التوتر العضلي في الحويصلة المثانية
خلل التناسق بين المثانة والإحليل
آلية العمل المفترضة في النساء
يقوم ألفوزوسين بإرخاء العضلات الملساء في الإحليل الداخلي وعنق المثانة عن طريق حصر مستقبلات ألفا-1، ما يقلل من مقاومة تدفق البول، ويساعد على التبول السلس
يُعتقد أنه مفيد بشكل خاص في النساء اللواتي يعانين من تشنج عضلي في عنق المثانة أو من خلل وظيفي في العضلة العاصرة أثناء التبول
الجرعة
في معظم الدراسات التجريبية، استخدمت جرعة 2.5 ملغ مرتين يوميًا أو 10 ملغ مرة واحدة يوميًا، حسب التحمل الفردي
نتائج أولية من الدراسات
تحسنت أعراض التبول لدى بعض النساء، مثل
زيادة تدفق البول
انخفاض بقايا البول بعد الإفراغ
انخفاض الإلحاح والتردد في التبول
لكن الدراسات محدودة العدد والحجم، ومعظمها غير عشوائي
ثانياً: الآثار الجانبية المحتملة عند النساء
هبوط الضغط الانتصابي: أكثر شيوعًا في ألفوزوسين من تامسولوسين
الدوار والدوخة
الصداع
تسارع القلب
النعاس أو التعب العام
اضطرابات في الدورة الشهرية (نادرة جداً)
زيادة التبول الليلي أو الرغبة الملحة للتبول
انخفاض ضغط الدم خاصة في بداية العلاج أو عند الوقوف فجأة
ثالثاً: الفرق بين ألفوزوسين وتامسولوسين
الانتقائية المستقبلية
تامسولوسين أكثر انتقائية لمستقبلات ألفا-1A الموجودة غالبًا في عنق المثانة والبروستاتا والإحليل
ألفوزوسين غير انتقائي نسبيًا لمستقبلات
α1A/α1B/α1D، لذا تأثيره أكثر اتساعًا على الأوعية الدموية والمثانة
التوافر الحيوي والتأثير الدوائي
تامسولوسين يتميز بتأثير أطول نسبيًا وانتقائية أكبر، مما يقلل من التأثير على ضغط الدم العام
ألفوزوسين قد يؤدي إلى تأثيرات أوعية أكثر وضوحًا (مثل انخفاض الضغط الانتصابي)، لكنه أحيانًا يُفضَّل في حالات ارتفاع ضغط الدم المصاحب
التأثير على ضغط الدم
تامسولوسين له تأثير طفيف جدًا على ضغط الدم
ألفوزوسين يمكن أن يسبب انخفاضًا ملحوظًا في ضغط الدم، لذا يُفضل مراقبة الضغط عند بدء العلاج
التوافر على المستوى العالمي
كلا الدوائين متوفران على نطاق واسع في الأسواق، وغالبًا ما يُستخدمان لعلاج أعراض المسالك البولية المرتبطة بتضخم البروستاتا الحميد في الذكور
الاستخدام عند النساء محدود وغير مرخص رسميًا، ويعتمد على تقييم الطبيب لكل حالة على حدة
الأمان الجنسي
في الرجال، يُلاحظ أن تامسولوسين قد يسبب مشاكل في القذف (مثل القذف الرجوعي أو انعدامه)، أما ألفوزوسين فله تأثير أقل في هذا الجانب
عند النساء، هذه الأعراض ليست ذات أهمية، ولكن يمكن أن تتأثر بعض وظائف المثانة والأعضاء الجنسية الثانوية نتيجة التأثير الوعائي أو العصبي للدواء
رابعاً: الحالات التي قد يُستخدم فيها ألفوزوسين أو تامسولوسين في النساء
النساء اللاتي يعانين من
ضعف في إفراغ المثانة دون سبب عضوي واضح
فرط توتر في عنق المثانة أو الإحليل
أعراض بولية مزمنة دون تحسن على مضادات التشنج أو مثبطات الكولين
فرط نشاط المثانة الناتج عن انسداد تدفقي وظيفي
يوصى بإجراء فحوصات ديناميكية للمثانة (urodynamics) قبل بدء مثل هذه الأدوية لتحديد وجود مقاومة إخراج وظيفية يمكن أن تستجيب لمحصرات ألفا
خامساً: موانع الاستعمال والاحتياطات في النساء
الحمل والرضاعة: محظور الاستخدام خلال الحمل أو الإرضاع
انخفاض ضغط الدم السابق أو الإغماء الانتصابي
استخدام أدوية خافضة للضغط مثل مثبطات ACE أو مدرات البول – يجب مراقبة الضغط بعناية
المرضى كبار السن: يجب تقليل الجرعة أو بدء العلاج تحت إشراف مكثف
سادساً: بدائل علاجية في حالات احتباس البول عند النساء
تمارين تقوية عضلات قاع الحوض
التحفيز الكهربائي للعصب العجزي (sacral nerve stimulation)
التحكم السلوكي وتعديل نمط الحياة
مثبطات الكولين مثل الأوكسيبوتينين أو السوليفيناسين في حال وجود فرط نشاط المثانة
استخدام القسطرة المتقطعة (Intermittent Self Catheterization) في حال الفشل الوظيفي التام للإفراغ
سابعاً: رأي الخبراء والمراجع السريرية
استخدام محصرات ألفا في النساء لا يزال خارج الاستخدام المعتمد، ويجب أن يتم بناءً على تقييم ديناميكي للمثانة وإشراف أخصائي مسالك بولية أو أعصاب
في بعض الدراسات الصغيرة، أظهر الألفوزوسين تحسنًا في تدفق البول وانخفاضًا في بقايا البول عند النساء المصابات بخلل في العاصرة الإحليلية، دون وجود انسداد عضوي
لكن لا توجد دراسات كبيرة واسعة النطاق تؤكد الأمان طويل المدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق