تحذير
دوتاستيريد محظور تمامًا أثناء الحمل، حتى ملامسة الكبسولة المتسربة أو المفتوحة يمكن أن تُعرّض الجنين الذكر لتشوهات خلقية خطيرة في الأعضاء التناسلية
نعم، يمكن استخدام دواء دوتاستيريد (Dutasteride) في علاج تساقط الشعر عند النساء
ولكن ذلك يتم في حالات معينة وبشروط صارمة، ولا يُعتبر هذا الاستخدام مصرحًا به بشكل رسمي
دوتاستيريد هو مثبط لإنزيم 5-alpha reductase من النوعين الأول والثاني، وهو الإنزيم المسؤول عن تحويل التستوستيرون إلى ديهدروتستوستيرون (DHT)، وهو الهرمون الذي يلعب دورًا رئيسيًا في الصلع الوراثي لدى الرجال والنساء على حد سواء
عندما يُقلل دوتاستيريد من مستويات DHT، فإنه يمكن أن يبطئ أو يوقف تساقط الشعر الناتج عن الحساسية لهذا الهرمون، وهي حالة تُعرف بـ الصلع الوراثي أو الأندروجيني. هذا التأثير قد يفيد بعض النساء، لكن استخدام الدواء لدى النساء لا يزال محاطًا بالمخاطر والتحذيرات
الدواء ليس مصرحًا به من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ولا من قبل الوكالة الأوروبية للأدوية (EMA) لعلاج تساقط الشعر عند النساء، خصوصًا النساء في سن الإنجاب
الاستخدام يتم في بعض الحالات كعلاج غير مصرح به (off-label)، خاصة في النساء بعد سن اليأس، أو اللواتي لا ينوين الإنجاب، أو ممن خضعن لعمليات إزالة الرحم أو المبايض
الجرعة المستخدمة في الدراسات التي أجريت على النساء عادة ما تكون 0.5 ملغ يوميًا، وهي الجرعة نفسها المعتمدة في علاج تضخم البروستاتا الحميد لدى الرجال
النتائج تبدأ بالظهور عادة بعد ستة إلى اثني عشر شهرًا من الاستخدام المنتظم
الآثار الجانبية
رغم إمكانية الفائدة في بعض النساء، فإن الدواء يحمل مجموعة كبيرة من الآثار الجانبية المحتملة، بعضها قد يكون خطيرًا
من أبرز الآثار الجانبية
– انخفاض الرغبة الجنسية
– اضطرابات في المزاج مثل القلق أو الاكتئاب
– آلام أو تضخم في الثدي
– اضطرابات في الدورة الشهرية (عند النساء قبل سن اليأس)
– صداع أو دوخة
– تغيّر دائم في الوظيفة الجنسية حتى بعد التوقف عن الدواء (حالة نادرة تُعرف بـ Post-Finasteride Syndrome)
لكن الأخطر من ذلك هو ما يتعلق بالحمل
دوتاستيريد محظور تمامًا أثناء الحمل، حتى ملامسة الكبسولة المتسربة أو المفتوحة يمكن أن تُعرّض الجنين الذكر لتشوهات خلقية خطيرة في الأعضاء التناسلية
ولهذا السبب يُمنع استخدامه في النساء في سن الإنجاب إلا إذا تم التأكد تمامًا من عدم إمكانية الحمل (عن طريق وسائل منع حمل فعالة، أو بعد انقطاع الطمث)
يجب على النساء الحوامل أو اللاتي يُحتمل أن يكنّ حوامل عدم لمس الكبسولات المكسورة أو المتسربة، لأن امتصاص الدواء من خلال الجلد ممكن
أيضًا، يجب مراقبة مستويات الهرمونات الجنسية لدى النساء الخاضعات للعلاج بدوتاستيريد، ويُنصح بإجراء تحاليل دورية تشمل DHT، التستوستيرون، الإستروجين، وكذلك مراقبة الحالة النفسية والجنسية
من حيث التفاعلات الدوائية، فإن دوتاستيريد يُستقلب بشكل أساسي عبر الكبد من خلال إنزيم CYP3A4، ولذلك يجب الحذر عند استخدامه مع أدوية مثبطة لهذا الإنزيم مثل الكيتوكونازول، الإريثروميسين، الديلتيازيم، الفيراباميل وغيرها، إذ يمكن أن تزيد من تركيز الدواء في الدم وتضاعف من خطورته
كذلك، عند الجمع بينه وبين أدوية هرمونية أخرى مثل الإستروجين أو البروجسترون، قد تحدث تفاعلات غير مرغوب بها، ويجب أن يتم الأمر تحت إشراف طبي متخصص
بعض الدراسات السريرية أظهرت نتائج واعدة لدوتاستيريد عند النساء بعد سن اليأس، منها دراسة كورية جنوبية نشرت في PubMed، والتي بيّنت تحسنًا في كثافة الشعر خلال 12 شهرًا من الاستخدام
كما أشارت دراسات أوروبية أخرى إلى أنه قد يكون أكثر فاعلية من الفيناستيريد في بعض الحالات. ومع ذلك، تبقى المخاوف بشأن السلامة هي العائق الأكبر لاعتماده بشكل واسع عند النساء
كذلك، فإن دوتاستيريد له تأثير طويل الأمد داخل الجسم. فمدة نصف عمره في الدم تصل إلى خمسة أسابيع، ويظل الدواء في الدورة الدموية لفترة طويلة حتى بعد التوقف، مما يعني أن أي آثار جانبية أو تحذيرات متعلقة بالحمل تستمر لعدة أشهر بعد آخر جرعة
بدائل أكثر أمانًا في علاج تساقط الشعر لدى النساء تشمل المينوكسيديل الموضعي بتركيز 2% أو 5%، الذي يُعتبر الخيار الأول والأكثر أمانًا والمعتمد من قبل FDA للنساء
أيضًا، يمكن استخدام سبيرونولاكتون في حالات الصلع الأندروجيني، كونه مضاد أندروجين، خاصة في النساء الشابات
بعض الحالات قد تستفيد من العلاج الهرموني مثل موانع الحمل الفموية، ولكن كل حالة يجب تقييمها من قبل طبيب مختص
توجد خيارات غير دوائية تشمل العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح (PRP) وعلاج الليزر منخفض المستوى، وقد ثبتت فائدتها في بعض الحالات، ولكنها تختلف من شخص لآخر
في النهاية، لا ينبغي استخدام دوتاستيريد عند النساء إلا بعد فشل جميع العلاجات الأخرى، وبعد تقييم دقيق للحالة الهرمونية والتأكد من انعدام خطر الحمل. كما يجب أن يكون الاستخدام تحت إشراف طبيب جلدية مختص أو طبيب غدد صماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق